" فيما سقت السماء العشر ، و فيما سقي بنضح أو غرب نصف العشر في قليله و كثيره " .

" فيما سقت السماء العشر ، و فيما سقي بنضح أو غرب نصف العشر في قليله
و كثيره " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 676 ) :

موضوع بهذه الزيادة : " في قليله و كثيره " .
رواه أبو مطيع البلخي عن أبي حنيفة عن أبان بن أبي عياش عن رجل عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا موضوع ، أبو مطيع البلخي و اسمه الحكم بن عبد الله صاحب أبي حنيفة
قال أبو حاتم : كان كذابا ، و قال الجوزجاني : كان من رؤساء المرجئة ممن يضع
الحديث ، و ضعفه سائر الأئمة ، و قد اتهمه الذهبي بوضع حديث يأتي عقب هذا ،
و أبان بن أبي عياش متهم أيضا و قد مضى له أحاديث .
و الحديث أورده الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 385 ) و قال : قال ابن الجوزي
في " التحقيق " : و احتجت الحنفية بما روى أبو مطيع البلخي عن أبي حنيفة ...
قال : و هذا الإسناد لا يساوي شيئا ، أما أبو مطيع فقال ابن معين : ليس بشيء ،
و قال أحمد لا ينبغي أن يروى عنه ، و قال أبو داود : تركوا حديثه ، و أما أبان
فضعيف جدا ، ضعفه شعبة .
قلت : بل كذبه شعبة كما في الميزان و قد تقدم .
و مما يدل على كذب هذا الحديث أن البخاري أخرجه في " صحيحه " من حديث ابن عمر
دون قوله : " في قليله و كثيره " و كذلك رواه مسلم من حديث جابر و الترمذي
من حديث أبي هريرة و هو مخرج في " الإرواء " ( 799 ) فهذه الزيادة باطلة
و يزيدها بطلانا ما في " الصحيحين " و غيرهما عنه صلى الله عليه وسلم " ليس
فيما دون خمسة أوسق صدقة " و هو مخرج في " الإرواء " أيضا ( 800 ) و بهذا
الحديث الصحيح أخذ الإمام محمد خلافا لشيخه أبي حنيفة كما صرح به في
" كتاب الآثار " ( ص 52 ) .
فهذا أيضا من آثار الأحاديث الضعيفة إيجاب ما لم يوجبه الله على عباده و على
الرغم من هذا فإننا لا نزال نسمع بعضهم يجهر بمثل هذا الإيجاب أخذا بما تقتضيه
المصلحة كما زعموا .
(2/40)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة فارس الإسلام للأحاديث الضعيفة والمكذوبة © 2012 | الى الأعلى