" من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى و أقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان " .

" من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى و أقام في أذنه اليسرى لم تضره أم
الصبيان " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 491 ) :

موضوع .
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1602 ) و عنه ابن السني في " عمل اليوم
و الليلة " ( 200 / 617 ) و كذا ابن عساكر ( 16 / 182 / 2 ) من طريق أبي يعلى
و ابن بشران في " الأمالي " ( 88 / 1 ) و أبو طاهر القرشي في " حديث ابن مروان
الأنصاري و غيره " ( 2 / 1 ) من طريق يحيى بن العلاء الرازي عن مروان بن سليمان
عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي مرفوعا .
قلت : و هذا سند موضوع ، يحيى بن العلاء و مروان بن سالم يضعان الحديث .
و عزاه ابن القيم في " تحفة المودود " ( ص 9 ) للبيهقي ، ثم قال : و قال :
إسناده ضعيف .
قلت : و فيه تساهل لا يخفى ، و نحوه قول الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 59 ) :
رواه أبو يعلى و فيه مروان بن سليمان الغفاري و هو متروك .
فتعقبه المناوي في " شرح الجامع الصغير " بقوله : و أقول : تعصيب الجناية برأسه
وحده يؤذن بأنه ليس فيه من يحمل عليه سواه ، و الأمر بخلافه ففيه يحيى بن
العلاء البجلي الرازي ، قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " : قال أحمد كذاب
وضاع ، و قال في " الميزان " : قال أحمد : كذاب يضع ، ثم أورد له أخبارا هذا
منها .
قلت : و قد خفي وضع هذا الحديث على جماعة ممن صنفوا في الأذكار و الأوراد ،
كالإمام النووي رحمه الله ، فإنه أورده في كتابه برواية ابن السني دون أن يشير
و لو إلى ضعفه فقط ، و سكت عليه شارحه ابن علان ( 6 / 95 ) فلم يتكلم على سنده
بشيء ! ثم جاء ابن تيمية من بعد النووي فأورده في " الكلم الطيب " ثم تبعه
تلميذه ابن القيم ، فذكره في " الوابل الصيب " ، إلا أنهما قد أشارا إلى تضعيفه
بتصديرهما إياه بقولهما و يذكر ، و هذا و إن كان يرفع عنهما مسؤولية السكوت عن
تضعيفه ، فلا يرفع مسؤولية إيراده أصلا ، فإن فيه إشعارا أنه ضعيف فقط و ليس
بموضوع ، و إلا لما أورداه إطلاقا ، و هذا ما يفهمه كل من وقف عليه في كتابيهما
و لا يخفى ما فيه ، فقد يأتي من بعدهما من يغتر بصنيعهما هذا و هما الإمامان
الجليلان فيقول : لا بأس فالحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ! أو يعتبره
شاهدا لحديث آخر ضعيف يقويه به ، ذاهلا عن أنه يشترط في هذا أو ذاك أن لا يشتد
ضعفه ، و قد رأيت من وقع في شيء مما ذكرت ، فقد روى الترمذي بسند ضعيف عن
أبي رافع قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين
ولدته فاطمة بالصلاة ، و قال الترمذي : حديث صحيح ، و العمل عليه .
فقال شارحه المباركفوري بعد أن بين ضعف إسناده مستدلا عليه بكلمات الأئمة في
راويه عاصم بن عبيد الله : فإن قلت : كيف العمل عليه و هو ضعيف ؟ قلت : نعم هو
ضعيف ، لكنه يعتضد بحديث الحسين بن علي رضي الله عنهما الذي رواه أبو يعلى
الموصلي و ابن السني ! فتأمل كيف قوى الضعيف بالموضوع ، و ما ذلك إلا لعدم علمه
بوضعه و اغتراره بإيراده من ذكرنا من العلماء ، و كدت أن أقع أنا أيضا في مثله
، فانتظر .
نعم يمكن تقوية حديث أبي رافع بحديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم
أذن في أذن الحسن بن علي يوم ولد و أقام في أذنه اليسرى .
أخرجه البيهقي في " الشعب " مع حديث الحسن بن علي و قال : و في إسنادهما ضعف ،
ذكره ابن القيم في " التحفة " ( ص 16 ) .
قلت : فلعل إسناد هذا خير من إسناد حديث الحسن بحيث أنه يصلح شاهدا لحديث رافع
والله أعلم .
فإذا كان كذلك ، فهو شاهد للتأذين فإنه الذي ورد في حديث أبي رافع ، و أما
الإقامة فهي غريبة ، والله اعلم .
و أقول الآن و قد طبع " الشعب " : إنه لا يصلح شاهدا لأن فيه كذابا و متروكا ،
فعجبت من البيهقي ثم ابن القيم كيف اقتصرا على تضعيفه حتى كدت أن أجزم بصلاحيته
للاستشهاد ! فرأيت من الواجب التنبيه على ذلك و تخريجه فيما يأتي ( 6121 ) .
(1/398)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة فارس الإسلام للأحاديث الضعيفة والمكذوبة © 2012 | الى الأعلى