" البطنة أصل الداء ، و الحمية أصل الدواء ، و عودوا كل جسم ما اعتاد " .

" البطنة أصل الداء ، و الحمية أصل الدواء ، و عودوا كل جسم ما اعتاد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 418 ) :
لا أصل له .
و قد أورده الغزالي في " الإحياء " مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقال
الحافظ العراقي في تخريجه : لم أجد له أصلا ، و أقره الحافظ السخاوي في
" المقاصد الحسنة " ( 1035 ) و قال المحقق ابن القيم في " زاد المعاد " ( 3 /
97 ) : و أما الحديث الدائر على ألسنة كثير من الناس : الحمية رأس الدواء ،
و المعدة بيت الداء ، و عودوا كل جسم ما اعتاد ، فهذا الحديث إنما هو من كلام
الحارث بن كلدة طبيب العرب ، و لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
قاله غير واحد من أئمة الحديث .
لكن ذكر السخاوي أن الخلال روى من حديث عائشة : " الأزم دواء ، و المعدة داء ،
و عودوا بدنا ما اعتاد " .
و ظاهره أنه مرفوع ، و قد صرح بذلك السيوطي في " الدرر " كما في " كشف الخفاء "
( 2 / 74 / 1788 ) ، و أورده في " الجامع الكبير " ( 1 / 320 / 2 ) و لكنهم لم
يذكروا إسناده لينظر فيه ، و غالب الظن أنه لا يصح ، و الله اعلم .
ثم رأيت ابن القيم ذكره في " الزاد " ( 3 / 102 ) من كلام الحارث بن كلدة أيضا
بهذا اللفظ و هو الأشبه ، ثم قال ابن القيم : و الأزم : الإمساك عن الأكل يعني
به الجوع ، و هو من أكبر الأدوية في شفاء الأمراض الامتلائية كلها بحيث أنه
أفضل في علاجها من المستفرغات .
و بهذه المناسبة أقول : لقد جوعت نفسي في أواخر سنة 1379 أربعين يوما متتابعا ،
لم أذق في أثنائها طعاما قط ، و لم يدخل جوفي إلا الماء ! و ذلك طلبا للشفاء من
بعض الأدواء ، فعوفيت من بعضها دون بعض ، و كنت قبل ذلك تداويت عند بعض الأطباء
نحو عشر سنوات دون فائدة ظاهرة ، و قد خرجت من التجويع المذكور بفائدتين
ملموستين : الأولى : استطاعة الإنسان تحمل الجوع تلك المدة الطويلة خلافا لظن
الكثيرين من الناس .
و الخرى : أن الجوع يفيد في شفاء الأمراض الامتلائية كما قال ابن القيم
رحمه الله تعالى ، و قد يفيد في غيرها أيضا كما جرب كثيرون ، و لكنه لا يفيد في
جميع الأمراض على اختلاف الأجسام خلافا لما يستفاد من كتاب " التطبيب بالصوم "
لأحد الكتاب الأوربيين ، و فوق كل ذي علم عليم .
(1/329)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة فارس الإسلام للأحاديث الضعيفة والمكذوبة © 2012 | الى الأعلى