" أكثر خرز الجنة العقيق " .

" أكثر خرز الجنة العقيق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 403 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 281 ) في ترجمة سلم ، و في " الحلية " سالم
ابن ميمون الخواص من طريق أبي محمد سلم الزاهد حدثنا القاسم بن معن عن أخته
أمينة بنت معن عن عائشة مرفوعا ، و قال : غريب من حديث القاسم لم نكتبه إلا
من هذا الوجه ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 58 ) من هذا الوجه و
قال : سلم بن سالم كذاب .
و عقب عليه السيوطي بقوله في " اللآليء " ( 2 / 273 ) : قلت : اتفقوا على
تضعيفه غير ابن عدي فقال : أرجو أنه يحتمل حديثه ، و قال العجلي : لا بأس به ،
و هو صاحب حديث العدس ، ثم راجعت " الحلية " فوجدته أخرجه في ترجمة سلم بن
ميمون الخواص الزاهد المشهور ، و هو صوفي من كبار الصوفية و العباد غير أن في
حديثه مناكير ، قال ابن حبان : غلب عليه الصلاح حتى شغل عن حفظ الحديث و إتقانه
.
قلت : و تمام كلام ابن حبان ( 1 / 345 ) : فربما ذكر الشيء بعد الشيء و يقلبه
توهما ، فبطل الاحتجاج به .
و قال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 167 ) عن أبيه : لم أكتب عنه ، روى عن أبي خالد
الأحمر حديثا منكرا شبه الموضوع ، و ميل السيوطي إلى أن الحديث لسلم بن ميمون
يؤيده إيراد أبي نعيم له في ترجمته ، لكن لم أر أحدا ممن ترجمه ذكر له كنية
مطلقا ، بخلاف سلم بن سالم فقد جزم بأن كنيته أبو محمد ابن أبي حاتم في " الجرح
و التعديل " ( 2 / 1 / 266 ) ، و ابن سعد في " طبقاته " ( 7 / 374 )
و " تاريخ بغداد " ( 9 / 141 ) للخطيب و اعتمده هو حيث قال في أول ترجمته :
سلم بن سالم أبو محمد ، و قيل : أبو عبد الرحمن البلخي .
فهذا يؤيد أنه سلم بن سالم و هو موصوف بالزاهد أيضا مثل سلم بن ميمون فكان ذلك
من دواعي الاشتباه ، و الأرجح ما ذهب إليه ابن الجوزي أنه سلم بن سالم و هو
متهم ، و روى الخطيب عن أحمد بن سيار قال : سلم بن سالم كان يروي أحاديث ليست
لها خطم و لا أزمة شبيهة بالموضوع ، و عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : غير
ثقة ، سمعت إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه يقول : سئل ابن المبارك عن الحديث
الذي حدث في أكل العدس أنه قدس على لسان سبعين نبيا ؟ فقال : و لا على لسان نبي
واحد ، إنه لمؤذ منفخ ، من يحدثكم به ؟ قالوا : سلم بن سالم ، قال : عمن ؟
قالوا : عنك ، قال : و عني أيضا ؟ ! ثم روى الخطيب تضعيفه عن أحمد
و النسائي و غيرهما ، و قال ابن أبي حاتم في ترجمته ( 1 / 1 / 367 ) : سمعت
أبا زرعة يقول : لا يكتب حديثه ، كان مرجئا ، و كان لا - و أومأ بيده إلى فيه -
يعني لا يصدق ، و قال ابن حبان ( 1 / 344 ) : منكر الحديث يقلب الأخبار قلبا ،
و كان ابن المبارك يكذبه .
و أما استثناء السيوطي ابن عدي من المضعفين له بسبب قوله : أرجو أن يحتمل حديثه
فغير مستقيم لأنه إنما قال هذا بعد أن أورد له أحاديث قال فيها : هذه الأحاديث
أنكر ما رأيت له ، و له أفراد ، و أرجو أن يحتمل حديثه كذا في " اللسان " ،
فهذا يفيد أن ابن عدي ضعفه بسبب روايته لتلك الأحاديث المنكرة ، و رجاؤه أن
يحتمل ما له من الأفراد و الأحاديث القليلة ، لا يوثقه بعد روايته الأحاديث
المنكرة ، و هذا بين لا يخفى على من له دراية بهذا الفن الشريف .
و قد سبق للسيوطي مثل هذه الخطأ فانظر الحديث ( 201 ) .
و بالجملة فالحديث موضوع سواء كان من رواية سلم بن سالم أو من رواية سلم بن
ميمون فإن كل واحد منهما شر في الحديث من الآخر كما تبين لك من أقوال العلماء
فيهما ، و قد مضى عن السخاوي في الحديث ( رقم 222 ) أن كل طرق حديث خاتم العقيق
باطلة ، ثم إن الحديث ذكره الذهبي في ترجمة سلم بن عبد الله الزاهد ، و قال :
وهاه ابن حبان و قال : حدثنا ابن قتيبة و حدثنا حاتم بن نصر - بأستروشنة - قالا
: حدثنا عبيد بن الغار العسقلاني حدثنا سلم بن عبد الله الزاهد عن القاسم بن
معن .. .
قلت : فذكر الحديث بإسناده و لفظه ، و قد عزاه الحافظ في " اللسان " لأبي نعيم
و قال : و لم تقع في روايته و لا رواية ابن حبان تسمية والد سلم و العلم
عند الله .
كذا قال لكن ابن حبان أورده في ترجمة سلم بن عبد الله الزاهد أبو محمد من
" ضعفائه " ( 1 / 344 ) عقب ترجمة سلم بن سالم المتقدم ، و قال : لا يحل ذكره
في الكتب إلا على سبيل الاعتبار .
(1/310)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة فارس الإسلام للأحاديث الضعيفة والمكذوبة © 2012 | الى الأعلى