" احترسوا من الناس بسوء الظن " .

" احترسوا من الناس بسوء الظن " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 288 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 36 / 1 / 592 ) و ابن عدي ( 6 / 2398 ) من
طريق بقية عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن سليم عن أنس مرفوعا ، و قال
الطبراني : تفرد به بقية ، قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 89 ) : بقية بن
الوليد مدلس ، و بقية رجاله ثقات .
كذا قال : و معاوية بن يحيى ضعيف جدا و لم يوثقه أحد و قد ذكرت بعض أقوال
الأئمة في تضعيفه عند الحديث ( رقم 136 ) و قد ساق له الذهبي أحاديث مما أنكر
عليه هذا أحدها ، و قد نقل المناوي في " الفيض " أن الحافظ ابن حجر قال في
" الفتح " : خرجه الطبراني في " الأوسط " من طريق أنس و هو من رواية بقية
بالعنعنة عن معاوية بن يحيى و هو ضعيف ، فله علتان ، و صح من قول مطرف أخرجه
مسدد .
قلت : و كذا أخرجه ابن عساكر ( 16 / 291 / 2 ) عن مطرف .
و روي من قول عمر و غيره ، فأخرج أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في
الفتن " ( ق 12 / 1 - 2 ) عن عيسى بن إبراهيم عن الضحاك بن يسار عن أبي عثمان
النهدي قال : قال عمر بن الخطاب : " ليأتين على الناس زمان يكون صالحو الحي
فيهم في أنفسهم إن غضبوا غضبوا لأنفسهم ، و إن رضوا رضوا لأنفسهم ، لا يغضبون
لله عز وجل و لا يرضون لله عز وجل ، فإذا كان ذلك الزمان فاحترسوا " ، الحديث ،
لكن عيسى بن إبراهيم هذا و هو الهاشمي ضعيف جدا ، و روى أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 202 ) من طريق آخر عن عمر قال : " إن الحزم أن تسيء الظن
بالناس " ، و سنده ضعيف أيضا .
و رواه ابن سعد ( 2 / 177 ) من قول الحسن البصري و سنده صحيح .
ثم إن الحديث منكر عندي لمخالفته للأحاديث الكثيرة التي يأمر النبي صلى الله
عليه وسلم فيها المسلمين بأن لا يسيئوا الظن بإخوانهم ، منها قوله صلى الله
عليه وسلم : " إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث ... " رواه البخاري ( 10 /
395 - 398 ) و غيره ، و هو مخرج في " غاية المرام " ( 417 ) .
ثم إنه لا يمكن التعامل مع الناس على أساس سوء الظن بهم ، فكيف يعقل أن يأمر
صلى الله عليه وسلم أمته أن يتعاملوا على هذا الأساس الباطل ؟ !
(1/233)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة فارس الإسلام للأحاديث الضعيفة والمكذوبة © 2012 | الى الأعلى