" صلاة بعمامة تعدل خمسا و عشرين صلاة بغير عمامة ، و جمعة بعمامة تعدل سبعين جمعة بغير عمامة ، إن الملائكة ليشهدون الجمعة معتمين ، و لا يزالون يصلون على أصحاب العمائم حتى تغرب الشمس " .

" صلاة بعمامة تعدل خمسا و عشرين صلاة بغير عمامة ، و جمعة بعمامة تعدل سبعين
جمعة بغير عمامة ، إن الملائكة ليشهدون الجمعة معتمين ، و لا يزالون يصلون على
أصحاب العمائم حتى تغرب الشمس " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 249 ) :
موضوع .
أخرجه ابن النجار بسنده إلى محمد بن مهدي المروزي أنبأنا أبو بشر بن سيار الرقي
حدثنا العباس بن كثير الرقي عن يزيد بن أبي حبيب قال : قال لي مهدي بن ميمون :
دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر و هو يعتم ، فقال لي : يا أبا أيوب ألا أحدثك
بحديث تحبه و تحمله و ترويه ؟ قلت : بلى ، قال : دخلت على عبد الله بن عمر
و هو يعتم فقال : يا بني أحب العمامة ، يا بني اعتم تجل و تكرم و توقر ، و لا
يراك الشيطان إلا ولى هاربا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره ، قال الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان " ( 3 / 244 ) : هذا حديث موضوع
و لم أر للعباس بن كثير في " الغرباء " لابن يونس و لا في " ذيله " لابن الطحان
ذكرا ، و أما أبو بشر بن سيار فلم يذكره أبو أحمد الحاكم في " الكنى " و ما
عرفت محمد بن مهدي المروزي ، و لا مهدي بن ميمون الراوي للحديث المذكور عن سالم
و ليس هو البصري المخرج في " الصحيحين " و لا أدري ممن الآفة .
و نقله السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 110 ) و أقره و تبعه ابن عراق
( 159 / 2 ) .
ثم ذكر السيوطي أنه أخرجه ابن عساكر في " تاريخه " من طريق عيسى بن يونس
و الديلمي من طريق سفيان بن زياد المخرمي كلاهما عن العباس بن كثير به .
قلت : ثم ذهل عن هذا السيوطي فأورد الحديث في " الجامع الصغير " من رواية ابن
عساكر عن ابن عمر ، و تعقبه المناوي في شرحه بأن ابن حجر قال : إنه موضوع
و نقله عنه السخاوي و ارتضاه .
قلت : و لو تعقبه بما نقله السيوطي نفسه في " الذيل " عن ابن حجر كان أولى كما
لا يخفى ، و كلام السخاوي المشار إليه في " المقاصد " ( ص 124 ) .
و نقل الشيخ على القاري في " موضوعاته " ( ص 51 ) عن المنوفي أنه قال : هذا
حديث باطل .
ثم تعقبه القاري بأن السيوطي أورده في " الجامع الصغير " مع التزامه بأنه لم
يذكر فيه الموضوع و نقل العجلوني نحوه عن النجم .
قلت : و هذا تعقب باطل تغني حكايته عن إطالة الرد عليه ، و ما جاءهم ذلك إلا من
حسن ظنهم بعلم السيوطي ، و عدم معرفتهم بما في " الجامع الصغير " من الأحاديث
الموضوعة التي نص هو نفسه في غير " الجامع " على وضع بعضها كهذا الحديث و غيره
مما سبق و يأتي ، فكن امرءا لا يعرف الحق بالرجال ، بل اعرف الحق تعرف الرجال .
و قد علمت مما سبق أن الحافظ ابن حجر إنما حكم بوضع هذا الحديث من قبل ما فيه
من مبالغة في الفضل لأمر لا يشهد له العقل السليم بمثل هذا الأجر ، و لولا هذا
لاكتفى بتضعيفه لأنه ليس في سنده من يتهم ، فإذا عرفت هذا أمكنك أن تعلم حكم
الحديث الذي بعده من باب أولى ، و هو :
(1/204)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة فارس الإسلام للأحاديث الضعيفة والمكذوبة © 2012 | الى الأعلى