" نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة " .

" نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 581 ) :

ضعيف .
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 7 / 425 ) و أبو داود ( 1 / 382 ) و ابن
ماجه ( 1 / 528 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 112 ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 106 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 38 / 2 ) و الحاكم ( 1
/ 434 ) و البيهقي ( 4 / 284 ) من طريق حوشب بن عقيل عن مهدي الهجري عن عكرمة
عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال الحاكم : صحيح على شرط البخاري و وافقه الذهبي
. قلت : و هذا من أوهامهما الفاحشة فإن حوشب بن عقيل و شيخه مهدي الهجري لم
يخرج لهما البخاري ، بل إن الهجري مجهول كما قال ابن حزم في " المحلى " ( 7 /
18 ) و أقره الذهبي في " الميزان " و ذكر عن أبي حاتم نحوه ، و في " التهذيب "
عن ابن معين مثله ، فأنى للحديث الصحة و فيه هذا الرجل المجهول ؟ و لذلك ضعف
هذا الحديث ابن حزم فقال : لا يحتج بمثله و كذلك ضعفه ابن القيم في " الزاد " (
1 / 16 و 237 ) .
و توثيق ابن حبان ( 7 / 501 ) إياه مما لا يعتد به كما نبهت عليه مرارا ، و كذا
تصحيح ابن خزيمة لحديثه لا يعتد به لأنه متساهل فيه ، و لذلك لم يعتمد الحافظ
على توثيقهما إياه فقال في ترجمة الهجري هذا مقبول يعني عند المتابعة ، و إلا
فهو لين الحديث ، و بما أنه تفرد بهذا الحديث فهو عنده لين .
فإن قيل قد روى الطبراني عن عائشة مثل هذا الحديث فهل يتقوى به ؟
قلت : لا لأن في إسناده إبراهيم بن محمد الأسلمي و هو ضعيف جدا ، فمثله لا
يتقوى به فقال الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 105 / 1 من زوائده ) : حدثنا
إبراهيم هو ابن ( بياض في الأصل ) حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شروس حدثنا
إبراهيم بن محمد الأسلمي عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن عائشة مرفوعا به
و قال : لم يروه عن صفوان إلا إبراهيم .
قلت : و هو متروك كما قال الحافظ في " التقريب " و ابن شروس لم أعرفه ، ثم
رأيته في " الجرح و التعديل " ( 8 / 8 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا فهو
مجهول .
و أما ما في " المجمع " ( 3 / 189 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد
بن أبي يحيى و فيه كلام كثير و قد وثق قلت : فالظاهر أنه سقط من قلم الناسخ اسم
إبراهيم بن فإنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، و قد كذبه مالك و
القطان و ابن معين و ضعفه الجمهور فمثله لا يستشهد به و لا كرامة .
و إبراهيم شيخ الطبراني الذي ترك الهيثمي بعده بياضا هو ابن محمد بن سبرة
الصنعاني ففي ترجمته أورده الطبراني في " أوسطه " ( 1 / 128 / 1 - 130 / 1 - 2
رقم 2513 ) ، أورده ابن ناصر الدين و غيره و لم يذكروا فيه شيئا .
نقول : هذا بيانا لحقيقة هذا الحديث و لكي لا يغتر به جاهل فيحرم به صيام يوم
عرفة على الحاج تمسكا بظاهر النهى ، و إلا فالأحب إلينا أن يفطر الحاج هذا
اليوم لأنه أقوى له على أداء النسك ، و لأنه هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم
من فعله في حجة الوداع ، انظر رسالتنا " حجة النبي صلى الله عليه وسلم " ،
و إليه يشير كلام أحمد رحمه الله فقد قال ابنه عبد الله في مسائله ( ص 166 -
مخطوط ) : سألت أبي عن الرجل يصوم تطوعا في السفر فهل يأثم لقول رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " ليس من البر الصوم في السفر " ؟ فقال : إن صام في سفر صوم
فريضة أجزأه و لا يعجبني أن يصوم تطوعا و لا فريضة في سفر :
ثم رأيت الحديث رواه الدولابي ( 1 / 133 ) عن ابن عمر موقوفا عليه و سنده حسن .
و روى ابن سعد ( 7 / 125 ) و أبو مسلم الكجي في " جزء الأنصاري " ( 6 / 1 ) عن
عمر نحوه ، و في سنده ضعيف .
(1/481)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة فارس الإسلام للأحاديث الضعيفة والمكذوبة © 2012 | الى الأعلى