" إن الله تبارك و تعالى خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي ، و بين أن يجيب شفاعتي ، فاخترت شفاعتي و رجوت أن تكون أعم لأمتي ، و لولا الذى سبقني إليه العبد الصالح لتعجلت فيها دعوتي ، إن الله تعالى لما فرج عن إسحاق كرب الذبح ، قيل له : يا إسحاق سل تعط ، فقال : أما والذي نفسي بيده لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان : اللهم من مات لا يشرك بك شيئا فاغفر له و أدخله الجنة " .

" إن الله تبارك و تعالى خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي ، و بين أن يجيب شفاعتي ،
فاخترت شفاعتي و رجوت أن تكون أعم لأمتي ، و لولا الذى سبقني إليه العبد الصالح
لتعجلت فيها دعوتي ، إن الله تعالى لما فرج عن إسحاق كرب الذبح ، قيل له : يا
إسحاق سل تعط ، فقال : أما والذي نفسي بيده لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان :
اللهم من مات لا يشرك بك شيئا فاغفر له و أدخله الجنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 506 ) :
منكر .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي ، حدثنا الوليد
ابن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن
أبي هريرة مرفوعا ، كذا في " تفسير ابن كثير " ( 4 / 16 ) و قال : هذا حديث
غريب منكر ، و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث ، و أخشى أن يكون في
الحديث زيادة مدرجة و هي قوله : " إن الله لما فرج عن إسحاق ... " إلخ ، والله
أعلم .
قلت : و ما خشي ابن كثير بعيد ، فإن الزيادة المذكورة لها صلة تامة بقوله
قبلها : و لولا الذي ... فهي كالبيان له والله أعلم .
و عبد الرحمن بن زيد ضعيف جدا ، قال الحاكم : روى عن أبيه أحاديث موضوعة ، لا
يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه .
قلت : و هو راوي حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم و هو حديث موضوع كما
سبق بيانه في الحديث رقم ( 25 ) .
و ذكرت هناك احتمال كونه من الإسرائيليات ، أخطأ في روايته عبد الرحمن بن زيد
فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و أقول هنا : إن هذه الزيادة في الحديث
هي من الإسرائيليات أيضا بدليل أن كعب الأحبار حدث بها أبا هريرة كما أخرجه
الحاكم ( 2 / 557 ) بسنده إلى كعب ثم قال عقبه : هذا إسناد صحيح لا غبار عليه
و وافقه الذهبي ، و أصرح من هذه الرواية رواية عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن
الزهري أخبرنا القاسم قال : اجتمع أبو هريرة و كعب ، فجعل أبو هريرة رضي الله
عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و جعل كعب يحدث عن الكتب ، فقال
أبو هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أن لكل نبي دعوة مستجابة و إني
قد خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة " ، فقال له كعب : أنت سمعت هذا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم ، قال : أفلا أخبرك عن إبراهيم عليه
السلام ؟ إنه لما رأى ذبح ابنه إسحاق ... قلت : فذكر القصة و ليس فيها هذه
الزيادة ، و لهذا قال الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر بعض الآثار عن بعض الصحابة في
أن الذبيح إسحاق : و هذه الأقوال - والله أعلم - كلها مأخوذة عن كعب الأحبار ،
فإنه لما أسلم في الدولة العمرية جعل يحدث عمر رضي الله عنه عن كتب قديمة ،
فربما استمع له عمر رضي الله عنه فترخص الناس في استماع ما عنده و نقلوا ما
عنده منها و سميتها و ليس لهذه الأمة والله أعلم حاجة إلى حرف واحد مما عنده .
و الحديث أخرجه الطبراني في " الأوسط " من هذا الوجه ( 2 / 138 / 2 / 7136 ) و
هو دليل على أن الذبيح إسحاق عليه السلام ، و به قال بعضهم و هو باطل ،
و الصواب أنه إسماعيل كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله ، و مثله ما يأتي .
(1/410)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة فارس الإسلام للأحاديث الضعيفة والمكذوبة © 2012 | الى الأعلى