" أما إني لا أنسى ، و لكن أنسى لأشرع " .

" أما إني لا أنسى ، و لكن أنسى لأشرع " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 218 ) :
باطل لا أصل له .
و قد أورده بهذا اللفظ الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 38 ) مجزوما بنسبته إليه
صلى الله عليه وسلم فقال العراقي في " تخريجه " : ذكره مالك بلاغا بغير إسناد ،
و قال ابن عبد البر : لا يوجد في " الموطأ " إلا مرسلا لا إسناد له ، و كذا قال
حمزة الكناني : إنه لم يرد من غير طريق مالك ، و قال أبو طاهر الأنماطي : و قد
طال بحثي عنه و سؤالي عنه للأئمة و الحفاظ فلم أظفر به و لا سمعت عن أحد أنه
ظفر به ، قال : و ادعى بعض طلبة الحديث أنه وقع له مسندا .
قلت : فالعجب من ابن عبد البر كيف يورد الحديث في " التمهيد " جازما بنسبته إلى
النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضع منه ، فانظر ( 1 / 100 و 5 / 108 و 10 /
184 ) ؟ ! .
قلت : الحديث في " الموطأ " ( 1 / 161 ) عن مالك أنه بلغه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : " إني لأنسى أو أنسى لأسن " .
فقول المعلق على " زاد المعاد " ( 1 / 286 ) ، و إسناده منقطع ليس بصحيح بداهة
لأنه كما ترى بلاغ لا إسناد له ، و لذلك قال الحافظ فيما نقل الزرقاني في " شرح
الموطأ " ( 1 / 205 ) : لا أصل له .
و ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم لا ينسى بباعث البشرية و إنما ينسيه الله
ليشرع ، و على هذا فهو مخالف لما ثبت في " الصحيحين " و غيرهما من حديث ابن
مسعود مرفوعا : " إنما أنا بشر أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني " ، و لا
ينافي هذا أن يترتب على نسيانه صلى الله عليه وسلم حكم و فوائد من البيان
و التعليم ، و القصد أنه لا يجوز نفي النسيان الذي هو من طبيعة البشر عنه
صلى الله عليه وسلم لهذا الحديث الباطل ! لمعارضته لهذا الحديث الصحيح .
(1/178)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة فارس الإسلام للأحاديث الضعيفة والمكذوبة © 2012 | الى الأعلى