" حسنات الأبرار سيئات المقربين " .

 " حسنات الأبرار سيئات المقربين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 216 ) :
باطل لا أصل له .
و قد أورده الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 44 ) بلفظ : قال القائل الصادق : "
حسنات الأبرار .. " ، قال السبكي ( 4 / 145 - 171 ) : ينظر إن كان حديثا ، فإن
المصنف قال : قال القائل الصادق ، فينظر من أراد .
قلت : الظاهر أن الغزالي لم يذكره حديثا ، و لذلك لم يخرجه الحافظ العراقي في
" تخريج أحاديث الإحياء " و إنما أشار الغزالي إلى أنه من قول أبي سعيد الخراز
الصوفي ، و قد أخرجه عنه ابن الجوزي في " صفوة الصفوة " ( 2 / 130 / 1 ) و كذا
ابن عساكر في ترجمته كما في " الكشف " ( 1 / 357 ) قال : و عده بعضهم حديثا
و ليس كذلك .
قلت : و ممن عده حديثا ، الشيخ أبو الفضل محمد بن محمد الشافعي فإنه قال في
كتابه " الظل المورود " ( ق 12 / 1 ) : فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره ، و لا يشفع له أنه صدره بصيغة التمريض - إن كانت مقصودة منه لأن ذلك
إنما يفيد فيما كان له أصل و لو ضعيف ، و أما فيما لا أصل له - كهذا - فلا .
قلت : ثم إن معنى هذا القول غير صحيح عندي ، لأن الحسنة لا يمكن أن تصير سيئة
أبدا مهما كانت منزلة من أتى بها ، و إنما تختلف الأعمال باختلاف مرتبة الآتين
بها إذا كانت من الأمور الجائزة التي لا توصف بحسن أو قبح ، مثل الكذبات الثلاث
التي أتى بها إبراهيم عليه السلام ، فإنها جائزة لأنها كانت في سبيل الإصلاح ،
و مع ذلك فقد اعتبرها إبراهيم عليه السلام سيئة ، و اعتذر بسببها عن أن يكون
أهلا لأن يشفع في الناس صلى الله عليه و على نبينا و سائر إخوانهما أجمعين
و أما اعتبار الحسنة التي هي قربة إلى الله تعالى سيئة بالنظر إلى أن الذي صدرت
منه من المقربين ، فمما لا يكاد يعقل ، ثم وقفت على كلام مطول في هذا الحديث
لشيخ الإسلام ابن تيمية قال فيه : هذا ليس محفوظا عمن قوله حجة ، لا عن النبي
صلى الله عليه وسلم ، و لا عن أحد من سلف الأمة و أئمتها و إنما هو كلام لبعض
الناس و له معنى صحيح و قد يحمل على معنى فاسد ، ثم أفاض في بيان ذلك فمن شاء
الإطلاع عليه فليراجعه في رسالته في التوبة ( ص 251 - ص 255 ) من " جامع
الرسائل " تحقيق صديقنا الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله تعالى .
(1/177)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة فارس الإسلام للأحاديث الضعيفة والمكذوبة © 2012 | الى الأعلى