" إن الله ليس بتارك أحدا من المسلمين يوم الجمعة إلا غفر له " .

" إن الله ليس بتارك أحدا من المسلمين يوم الجمعة إلا غفر له " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 466 ) :
موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 48 ـ 49 من زوائده ) و ابن الأعرابي في
" معجمه " ( 147 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 24 / 290 ) عن المفضل بن فضالة
عن أبي عروة البصري عن زياد أبي عمار - و قال ابن الأعرابي : زياد بن ميمون -
عن أنس بن مالك مرفوعا و قال الطبراني : لا يروى إلا بهذا الإسناد ،
و أبو عروة عندي معمر ، و أبو عمار : زياد النميري ، كذا قال ، و فيه نظر في
موضعين :
الأول : زياد النميري هو ابن عبد الله البصري ، لم أجد من كناه أبا عمار ،
بخلاف زياد بن ميمون فقد كنوه بأبي عمار ، و قال ابن معين في النميري : ضعيف ،
و قال في موضوع آخر : ليس به بأس قيل له : هو زياد أبو عمار ؟ قال : لا ، حديث
أبي عمار ليس بشيء .
فقد فرق هذا الإمام بين زياد بن عبد الله النميري و بين زياد أبي عمار ، فضعف
الأول تضعيفا يسيرا ، و ضعف أبا عمار جدا ، فثبت أنه غير النميري ، و إنما هو
ابن ميمون كما صرحت بذلك رواية ابن الأعرابي و هو وضاع باعترافه كما سبق مرارا
قال الذهبي : زياد بن ميمون الثقفي الفاكهي عن أنس ، و يقال له زياد أبو عمار
البصري ، و زياد بن أبي حسان ، يدلسونه لئلا يعرف في الحال ، قال ابن معين :
ليس يسوى قليلا و لا كثيرا ، و قال يزيد بن هارون : كان كذابا ، ثم ساق له
أحاديث مناكير ، هذا أحدها .
و الثاني : قوله : إن أبا عروة البصري ، هو معمر يعني ابن راشد الثقة شيخ
عبد الرزاق ، فإن هذا و إن كان يكنى أبا عروة فإني لم أجد ما يؤيد أنه هو في
هذا السند ، و صنيع الحافظين الذهبي و العسقلاني يشير إلى أنه ليس به فقالا في
" الميزان " و " اللسان " : أبو عروة عن زياد بن فلان مجهول ، و كذلك شيخه .
قلت : شيخه هو زياد بن ميمون الكذاب كما سبق آنفا فلعل أبا عروة كان يدلسه
فيقول : زياد بن فلان ، كما قال في هذا الحديث : زياد أبي عمار لكي لا يعرف ،
فإذا صح هذا فهو كاف عندنا في تجريح أبي عروة هذا ، والله أعلم .
ثم وجدت ما يؤيد أن الحديث حديث زياد بن ميمون ، فقد أخرجه الواحدي في
" تفسيره " ( 4 / 145 / 1 ) عن عثمان بن مطر عن سلام بن سليم عن زياد بن ميمون
عن أنس ، لكن سلام هذا و هو المدائني كذاب أيضا و عثمان بن مطر ضعيف ، لكن رواه
ابن عساكر ( 11 / 50 / 2 ) من طريق عثمان بن سعيد الصيداوي ، أخبرنا سليم بن
صالح عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبي عمار به .
و أخرجه الديلمي ( 4 / 189 ) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن سلام بن سلم عن
زياد الواسطي عن أنس .
قلت : و ابن الفضل هذا متروك و سلام بن سلم هو ابن سليم نفسه و زياد الواسقي هو
ابن ميمون ذاته و قد أورده بحشل في " تاريخ واسط " ( 58 ـ 59 ) .
و بالجملة فإن مدار الحديث على أبي عمار و هو زياد بن ميمون و هو كذاب .
(1/374)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة فارس الإسلام للأحاديث الضعيفة والمكذوبة © 2012 | الى الأعلى