" إن الله تعالى لا يعذب حسان الوجوه سود الحدق " .

" إن الله تعالى لا يعذب حسان الوجوه سود الحدق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 255 ) :
موضوع .
أخرجه الديلمي ، أنبأنا بنجير بن منصور عن جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري و عن
علي بن أحمد الحروري عن جعفر بن أحمد الدقاق عن عبد الملك بن محمد الرقاشي عن
عمرو بن مرزوق عن شعبة عن قتادة عن أنس مرفوعا .
أورده السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 113 ـ 114 ) ، عند كلامه على الحديث الآتي
بعد هذا ، كأنه ساقه شاهدا له ، و سكت عنه ، فرأيت أن أتكلم عنه و أكشف عن علته
و لا سيما و قد سألني عنه أقرب الناس إلي و هو والدي رحمه الله و جزاه الله عني
خير الجزاء ، فأقول : علة هذا الحديث من الرقاشي فمن دونه ، و كلهم مجهولون لم
أجد لهم ذكرا في شيء من كتب الرجال التي تحت يدي إلا الرقاشي فإنه من رجال ابن
ماجه و له ترجمة واسعة في " تهذيب التهذيب " ( 6 / 419 - 421 )
و " تاريخ بغداد " ( 10 / 425 ـ 427 ) و يتلخص مما جاء فيها أنه في نفسه صدوق ،
لكنه اختلط حين جاء بغداد فكثر خطؤه في الأسانيد و المتون ، فلعل هذا الحديث من
تخاليطه ! و إلا فهو من وضع أحد أولئك المجهولين ، و قال ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 1 / 174 ) : في سنده جعفر بن أحمد الدقاق ، و هو آفته فيما أظن ،
والله أعلم .
قلت : و لست أشك في بطلان هذا الحديث لأنه يتعارض مع ما ورد في الشريعة ، من أن
الجزاء إنما يكون على الكسب و العمل *( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، و من
يعمل مثقال ذرة شرا يره )* لا على ما لا صنع و لا يد للإنسان فيه كالحسن أو
القبح ، و إلى هذا أشار صلى الله عليه وسلم بقوله : " إن الله لا ينظر إلى
أجسادكم و لا إلى صوركم و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم " رواه مسلم ( 8 / 11
) ، و غيره و هو مخرج في " غاية المرام " ( 415 ) ، و راجع التعليق عليه في
مقدمتي على " رياض الصالحين " للنووي ( ص : ل ـ ن ) ، فإنه مهم جدا ، و مثل هذا
الحديث الموضوع في البطلان الحديث الآتي و هو :
(1/207)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مجلة فارس الإسلام للأحاديث الضعيفة والمكذوبة © 2012 | الى الأعلى